حوار هام بجريدة الاهرام التعاونى بتاريخ 15/12/2015
تحت اشراف مدير التحرير التنفيذى / الاستاذ : احمد نور الدين
وقام بالحوار الاعلامى الكبيرد دكتور / اشرف عطا
الباحث الاسلامى صفوت سامى لـ"الأهرام التعاوني": تنظيم داعش جيش أمريكي يحارب العرب..وإسرائيل تريد طرد المسلمين من بلادهم
علماء الأمة دورهم موازي لدور الجيوش مع توعية شعوبهم حتى لا ينجذب شبابنا لأفكارهم الهدامة
حوار: أشرف عطا
لا
أحد ينكر ان منهج تنظيم الدولة الاسلامية - داعش - هو عبارة عن مخطط غربي
اسرائيلي جديد يقوم بتفكيك قوى الشرق الأوسط لتحويل المنطقة بأكملها إلى
منطقة صراعات وحروب نيابة عن أمريكا، أهدافه هدم الفكر الاسلامى الوسطى
المعتدل وان يصبح ديننا الاسلامى فى نظر الشعوب الغربية رمز للتطرف
والإرهاب والقتل وسفك الدماء، واستئصال جذور الإسلام تماما من بلاده، بل
تصوير المجتمعات العربية فاسدة ومنافقة يجب القضاء عليها ليحل محلها أصحاب
العقيدة السليمة، بهذه الحقائق وغيرها يكشفها الباحث الاسلامى صفوت سامى
لـ"الأهرام التعاونى" عن حقيقة داعش الإرهابيةفي هذا الحوار..
بداية..ما سبب ظهور تنظيم الدولة الإسلامية المتطرف – داعش - فى منطقة الشرق الاوسط ؟
نشأت
تلك الجماعات فى الأساس لأغراض سياسية بحتة ولكن من منظور دينى فنجد ان
بداية الشرارة كانت من اجل تحقيق بعض الشعارات والأفكار الدينية التى لا
يستطيع احد الخلاف عليها او رفضها مثل فكرة إقامة دولة الخلافة وحكم العالم
بالإسلام وهدم دول الكفر ثم بعد ذلك وجدنا تلك الشرارة أصبحت فيما بعد
نارا عظيمة تلتهم كل من يقف فى طريقها ومن هذا المنطلق بدأت دول الغرب
بقيادة امريكا فى استغلال مثل تلك الجماعات بأفكارهم المتشددة فى تنفيذ
مخططهم نحو منطقة الشرق و خير دليل على ذلك ظهور تنظيم القاعدة وما فعله مع
الاتحاد السوفيتى السابق والان نجد بعض التنظيمات التى انبثقت منه مثل
تنظيم الدولة الاسلامية والمعروف بتنظيم داعش والذى يقوم بتنفيذ مخطط الغرب
نحو تفكيك قوى الشرق الاوسط ليقوموا بتحويل المنطقة باكملها الى منطقة
صراعات وحروب وبمساعدة الجماعات المتمردة فى تلك البلاد وقد ظهرهذا التنظيم
ليقوم بحرب
الوكالة
نيابة عن امريكا حيث عجزت الاخيرة بالتدخل المباشر فى سوريا حين اصطدمت مع
الدب الروسى والذى سعى للوقوف بجانب النظام السورى الحالى مما اثار فزع
الغرب وخوفهم من تمكين النفوذ الروسى والصينى فى تلك المنطقة.
وهل افراد تنظيم الدولة الاسلامية يدركون حقيقة تلك الجماعة ؟ او حقيقة تمويلها ؟
بالطبع
لا، فأمير الجماعة والذى يعتبر رئيس هيئة العمليات ومعاونوه الذين يمثلون
رؤساء مجلس شورى الجماعة ورؤساء اللجنة العسكرية ولجنة المال والأعمال
واللجنة التشريعية ولجنة الدراسات الاسلامية والفتاوى هؤلاء فقط من يمتلكون
معرفة اسرار الجماعة؟ وهم فقط من يعرفون حقيقة التمويلات المالية
والعسكرية والمتمثلة فى السلاح والذخيرة والتى يحصلون عليها من خلال
وسطاؤهم مع دول الغرب الداعمة لهم، ولكن افراد تلك الجماعات هم مجموعات من
المتمردين وضعاف الانفس الذين ذاقوا مرارة العيش فى بلادهم ويحلمون بان
يكون لهم دولة يقومون هم بحكمها وان يكون للاسلام فيها شأن عظيم ولا يهمهم
الوسائل التى ستحقق لهم تلك الغاية فهم ينفذون الاوامر التى تصدر لهم من
خلال قياداتهم دون ان يكون لهم حرية التفكير وابداء الرأى او الاعتراض على
تلك الاوامر لانهم ببساطة يرون ان اميرهم ومن معه اكثر دراية منهم وانهم فى
النهاية ينفذون اوامر الله ورسوله ويطيعون ولى الامر.
ماذا عن اهداف الغرب واسرائيل الاخرى من مساعدتهم لتلك الجماعات ؟
نعم،
هناك اهداف اخرى سعى الغرب لتحقيقها من خلال تمويله لتلك الجماعات ومن
اهمها هدم الفكر الاسلامى الوسطى المعتدل وان يصبح الدين الاسلامى فى نظر
الشعوب الغربية وشعوب العالم هو رمز للتطرف الفكرى والارهاب والعنف والقتل
وسفك الدماء وأرادوا ان يثبتوا لشعوبهم الفكرة التى كذبوها عليهم فى الماضى
حين علموهم ان الاسلام دين تطرف وسفك دماء وانه انتشر بالسيف وبالتالى يجب
استئصاله من العالم الغربى المتحضر لان الغرب وجد ان شعوبه أصبحت تنجذب
نحو تعاليم الإسلام السمحة وخلق المسلمين الطيبة، وهذا ما جعل الغرب يشعر
بالخطر الحقيقى على مستقبل بلاده لذلك سعى الغرب الى استئصال جذور هذا
الدين تماما من بلاده والعمل على اظهار ملامح مكذوبة ومصطنعة عن هذا الدين
واظهاره لشعوبهم على انه دين لا يستحق سوى محاربته والقضاء عليه حيث يروجون
لما تفعله تلك الجماعات بشعوبها واهل دينها فما بال هؤلاء سيفعلون بمن
ليسوا على دينهم لذلك يسعى الغرب لتثبيت تلك الصورة فى أذهان شعوبهم من
خلال تمويل تلك الجماعات فى الخفاء.
هذا بالنسبة للغرب فماذا بالنسبة لإسرائيل ؟
وجود
مثل تلك الجماعات التى تحمل افكارا متطرفة ومتشددة وانتشارها فى جسد الشرق
الاوسط يقوم بنفس العمل الذى ترغب اسرائيل فى تحقيقه، ألا وهو تفتيت
المنطقة وانتشار الفوضى فى كل مكان والقضاء على قوى المنطقة المتمثلة فى
الجيوش العربية القوية وخاصة الجيش المصرى العظيم، وذلك لتكون المنطقة لقمة
صائغة تستطيع ان تلتهمها اسرائيل لتقوم على الفور بإعلان دولة إسرائيل
الكبرى وحكومتها العالمية الموحدة وعملتها العالمية التى ستحل محل كل
العملات العالمية الحالية وبالتالى التحكم بالعالم اجمع.
وهل لاسرائيل اغراض اخرى غير ذلك ؟
نعم, إسرائيل
تريد ان ترى المسلمين مطرودين من اوروبا مثلما تم طرد اليهود منها قبل ذلك
فاسرائيل تسعى لرسم صورة سيئة فى دول العالم ولاسيما الدول الغربية حتى
تقوم دول الغرب بطرد المسلمين من بلادهم واقتلاعهم من جذورهم حتى لا يتفشى
خطرهم على شعوب تلك الدول وبذلك تخلق لنفسها مبرر لما تقوم بفعله ضد
الفلسطينيين حيث يظهرون لهم ان تلك الشعوب العربية والاسلامية شعوب همجية
متطرفة تسعى لسفك دماء الابرياء ويجب القضاء عليهم.
وكيف يقوم الغرب واسرائيل بمساعدة تلك الجماعات ؟
فى
البداية قام الغرب باستقطاب تلك العناصر من جميع أنحاء العالم وقاموا
بتدريبهم وإمدادهم بالسلاح والمال ليقوموا فيما بعد باستقطاب الأتباع الذين
يؤمنون بفكرهم المتطرف ولديهم الرغبة فى الجهاد لإعلاء كلمة الحق مع تصوير
المجتمعات العربية على انها مجتمعات فاسدة ومنافقة ويجب القضاء عليها ليحل
محلهم اصحاب العقيدة السليمة، ثم قام الغرب بعمل التمكين لهم داخل تلك
البلدان عن طريق اشعال فكرة ثورة تلك الشعوب على حكامها دون تخطيط وبشكل
عشوائى مما ادى الى انتشار الفوضى فى تلك البلاد مع صعوبة السيطرة على حدود
تلك البلاد مما ساعد على تسلل تلك الجماعات الى داخل تلك البلاد وهذا كله
من اجل تنفيذ الأغراض السياسية التى يبتغيها الغرب ويريد تحقيقها فى
المنطقة، وذلك عن طريق اشعال الفتن بين السنة والشيعة فى المنطقة لتقوم
الجماعات السنية بالقضاء على الشيعة والعكس ليضمنوا ان تظل فتن الحرب
والاقتتال موجوده فى المنطقة لأكبر وقت ممكن ثم قاموا بتمويلهم بالاسلحة
بمختلف اشكالها واحجامها وقدرتها القتالية العالية والتى يمكنها مواجهة
اسلحة الجيوش النظامية الموجوده بالمنطقة.
وهل الحرب بين السنة والشيعة فى المنطقة تتم بمباركة الغرب واسرائيل ؟
نعم, تتم
بمباركة الغرب وإسرائيل فالغرض الاساسى من ظهور تلك الجماعات المتطرفة
وانتشارها فى المنطقة يعود الى رغبتهم فى تقسيم المنطقة ارضا وشعبا الى عدة
اجزاء حيث تصبح الدولة الواحدة مقسمة الى دويلات صغيرة ومتناحرة وهذه
الدويلات تنقسم بداخلها الى طوائف وشيعا ومذاهب مختلفة ليستمر الصراع فيما
بينهم ويقوموا بتدمير بعضهم بعضا لذلك فهم صنعوا تلك الجماعات لتكون هى
الاداة التى من خلالها يسيطرون على المنطقة باكملها مع العمل على استنفاد
طاقة تلك الشعوب ونهب خيراتها وبالتالى يكون من السهل عليهم السيطرة
الكاملة على تلك الشعوب واخضاعها لهم.
وماذا تفسر ما تتعرض له بعض دول الغرب من هجوم من قبل تلك الجماعات الارهابية ؟
ما
تقوم به تلك الجماعات من تهديدات ومن عمل بعض أعمال التخريب فى بعض دول
الغرب يأتى على نفس سيناريو أحداث 11 سبتمبر والتى تم ترتيبها وتنفيذها من
خلال الـ ( CIA ) لكى يقوموا بإقناع العالم بأن
يقوم بمحاربة الدول العربية والإسلامية التى تدعم الارهاب، وكانت نتيجة ذلك
هو غزو العراق وافغانستان وزيادة نفوذهم فى المنطقة بأكملها وإحكام
سيطرتهم على منطقة الخليج والسيطرة الكاملة على بترول المنطقة بأكمله، وذلك
لكى لا يسمحوا لقوى الشرق ان يكون لها اى وجود فعلى فى المنطقة لذلك تقوم
تلك الجماعات بعمل تهديدات لبعض دول الغرب لكى يكون للغرب مبرر فيما يقوم
بفعله فى منطقة الشرق الاوسط، ويكون لتلك الدول التأييد المطلق من شعوبها
فى محاربة هذا التطرف والارهاب.
اذن لماذا يحارب الغرب تلك الجماعات بالرغم انه السبب الرئيس فى وجودها ؟
اننا
لو دققنا فى التصريحات التى يلقيها الرئيس اوباما نجده يتحدث عن تلك
الجماعات وكأنها قوة عظمى يصعب القضاء عليها فى يوم وليلة، بل يصرح بان
حربه هو والدول المتحالفة معه ضد تلك الجماعات قد يطول الى عدة شهور بل
والى عدة سنوات ومن هذا الحديث نستنبط بانه يريد ان يجعل من تلك الجماعات
المتطرفة قوة عظمى وان تلك القوة يمكنها السيطرة الكاملة على اى بلد فى
المنطقة دون ان تستطيع جيوش المنطقة مواجهتهم لانهم ينظرون الى تحالف عالمى
بقيادة امريكا وهو يقف موقف العاجز امام تلك القوى فما بال جيوش تلك
البلاد والتى انهكتها الحروب والصراعات الداخلية، ثم نجد بعد ذلك تلك
القوات المتحالفة بدلا من ان تلقى بالصواريخ على تلك الجماعات نجدها تلقى
اليهم جميع انواع السلاح والذخيرة بل ويلقون عليهم بالطعام والشراب.
وكيف استطاع الغرب ان ينشر الفكر المتطرف والمتعصب داخل تلك الجماعات ؟
الغرب
اتفق على اقتلاع الدين الاسلامى الصحيح ليس فقط من بلادهم ولكن من داخل
دول ومنطقة الشرق الاوسط فقاموا بالاستعانة بالمستشرقين وضعاف النفوس من
رجال الدين ليقوموا بعمل غسيل لعقول هؤلاء الاشخاص والجماعات الجاهلة
بدينها الوسطى الصحيح وقاموا باستخراج الاسرائيليات فى الروايات و كل ما هو
متشابه وكل ما هو موضع للخلاف بين علماء الامة سواء فى القرآن الكريم او
فى السنة النبوية المطهرة وصدق الله اذ يقول (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ
عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ
وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ ۖ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ
فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ
تَأْوِيلِهِ ۗ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ ۗ
وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ
رَبِّنَا ۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ ) ليقوموا عن طريق
استخراج هذه الاشياء بعمل اسلام من صنعهم ,يكون هو الأداة التى يهدمون به
الاسلام الحقيقى الصحيح فهم بذلك جعلوا الاسلام الغربى فى مواجهة الاسلام
الحقيقى مثل الفرق بين المسيح عيسى بن مريم رسول الله وبين المسيح الدجال
الذى سيدعى بانه المسيح الحقيقى كذلك يقف الفكر المتطرف امام الفكر الوسطى
ويدعى بانه هو الفكر الاسلامى الصحيح.
وبماذا يمكننا مواجهة مثل هذه الجماعات ؟
مواجهة
مثل هذه الجماعات المتشددة لا يكون فقط باستخدام القوة ضدهم بل يجب ان
يكون هناك خط موازى للقوة وهو خط الفكر الوسطى الصحيح ، فتلك الجماعات
ليسوا مجرد أشخاص يمكن القضاء عليهم بالحرب ولكن عن طريق تصحيح المفاهيم
المغلوطة لبعض النصوص والتى يستخدمها ضعاف الفهم ضد الدين وهذا هو دور
علماء الامة حيث يكون دورهم موازيا لدور الجيوش والقوة مع توعية شعوبهم
وبيان ملابسات الامور حتى لا ينجذب شبابنا لتلك الافكار الهدامة ولا نجد
انفسنا فى كل لحظة امام نبتة متطرفة جديده تنبت داخل مجتمعاتنا فيجب مواجهة
الفكرة بالفكرة والحجة بالحجة وكشف حقيقة التطرف ونشر التعاليم الصحيحة
ليس فقط فى مجتمعاتنا بل وفى العالم اجمع حتى لا يقع شبابنا ورجالنا
ونساؤنا فريسه فى شباك هؤلاء المتطرفين بدعوى نشر الدين.
http://taawen.ahram.org.eg/NewsQ/14204.aspx
http://taawen.ahram.org.eg/NewsC/1075/1086/14204/%D8%AA%D8%AD%D9%82%D9%8A%D9%82%D8%A7%D8%AA--%D8%AD%D9%88%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D8%AA-/%D8%AD%D9%88%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D8%AA/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%A7%D8%AD%D8%AB-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85%D9%89-%D8%B5%D9%81%D9%88%D8%AA-%D8%B3%D8%A7%D9%85%D9%89-%D9%84%D9%80%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%87%D8%B1%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B9%D8%A7%D9%88%D9%86%D9%8A-%D8%AA%D9%86%D8%B8%D9%8A%D9%85.aspx

ليست هناك تعليقات: